قصص أهل البيت

لا أقلَّ ولا أكثر

لا أقلَّ ولا أكثر

لا أقلَّ ولا أكثر في قديمِ الزمانِ، خرجَ رجلٌ يُدعى أحمدُ بن حديد مع مجموعةٍ من أصحابِهِ لزيارةِ بيتِ اللهِ الحرامِ، وسارَ الجميعُ فرحينَ جدًّا، فقد طالَ شوقُهم لزيارةِ بيتِ اللهِ الحرام، وساروا أيامًا طويلةً تحتَ شمسِ الصحراء، وكانوا يتعاونونَ ويُساعدُ بعضُهم بعضًا، حتى جاءَ يومٌ هجمتْ فيه عصابةٌ من اللصوصِ عليهم، وأخذوا ما معهم من أموالٍ وطعامٍ، ثمَّ هربوا بعيدًا، لكن على الرغمِ من الحزنِ الشديدِ الذي أصابَهم، لم ييأسوا، واستمروا في السير، وما إنْ وصلوا إلى المدينةِ المنورةِ حتى استأذنَ الرجلُ أحمدُ أصحابَهُ وذهبَ مسرعًا إلى الإمامِ محمدٍ الجواد (عليه السلام) ليشكو أمرَهُ، لعلَّهُ يستطيعُ مساعدتَهُ، وفعلًا، بعدما عَلِمَ الإمامُ (عليه السلامُ) بما حصلَ معهم، أمرَ خادِمَهُ أن يُحضِرَ ثيابًا جديدةً لهُ، ثمَّ أعطاهُ أموالًا كثيرةً، وقالَ لهُ: فرِّقْها على أصحابِكَ على قدرِ ما ذهبَ منهم، فَرِحَ الرجلُ أحمدُ كثيرًا، وشكرَ الإمامَ على كرمِهِ، ثمَّ خرجَ وهو يحمدُ اللهَ على نِعمتِهِ، وحينَ وزَّعَ المالَ على أصحابِهِ، فإذا هي على قدرِ ما ذهبَ منهم لا أقلَّ ولا أكثر. وبهذا الموقفِ العظيم، يدعونا الإمامُ (عليه السلامُ) إلى أن نسعى دومًا إلى مساعدةِ الآخرينَ، وقضاءِ حوائجِهم، وإسعادِهم، لأنَّ بهذا العملِ ينالُ الإنسانُ رضا اللهِ تعالى ومحبّةَ الناسِ أجمعينَ. ينظر: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٠ - الصفحة ٤٤ إعداد: مصطفى عادل الحداد

إتصل بنا

موقعنا